Tuesday, August 24, 2010

Global worming - حقوق النشر محفوظة لقناة النيل - قناة مصر الإخبارية

يشهد العالم أشد السنوات حرارة هذا العام , حيث كانت الشهور الست الأولى أعلى من نظيرتها التى سجلت عام 2008 كأعلى حرارة وردت على الأرض , وأدت الحرارة المرتفعة إلى انتشار الجفاف فى أنحاء كثيرة بالكرة الأرضية ما أثار قلق المزارعين وأهلك المحاصيل في بعض المناطق

وذكر تحليل قومى أمريكى بشأن المناخ أن فترة ظاهرة النينو ( أمواج المد المائية على شواطئ المكسيك ) هى المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة فى العالم.
وقال جاي لوريمور رئيس قسم تحليل المناخ فى المركز الاتحادى القومى للبيانات المناخية ان درجات الحرارة فى الشهور الست الأولى من عام 2010 كانت أعلى من نظيراتها التى سجلت عام 2008 - الأعلى سابقا - بواقع 03و0 درجة فهرنهايت.
واكد لوريمور ان ظاهرة النينو التى شهدها العالم خلال الجزء الأول من العام انتهت الآن ولكنها اسهمت فى ارتفاع درجات الحرارة ليس فقط فى منطقة المحيط الهادىء الاستوائية بل فى الارتفاع المفاجىء فى درجات الحرارة فى العالم أيضا.
وقد سجلت ارتفاعات غير طبيعية فى درجات الحرارة فى مناطق واسعة فى كندا وأفريقيا والمحيطات الاستوائية ومناطق فى الشرق الأوسط.
ويعانى شمال تايلاند من جفاف هو الأشد منذ 20 عاما فيما تعانى الأراضى الفلسطينية المحتلة من أطول وأسوأ جفاف منذ العشرينات , وفى بريطانيا فإن هذا العام كان الأكثر جفافا منذ عام 1929.
وفى روسيا , دمرت موجة من الحر الآخذ فى التزايد في مناطق شاسعة ( ما يقرب من 10 ملايين هكتار من الحاصلات ) , وأدت إلى إعلان حالة الطوارىء فى 17 إقليما, حتى ذوبان جليد المحيط المتجمد الشمالى سجل مستويات قياسية فى يونيو الماضى.
وبالرغم من ذلك يتوقع خبراء البيئة مع اعتدال درجات الحراراة فى وقت لاحق من هذا العام فإنه لا يزال يتعين الانتظار ليتم معرفة إذا كان عام 2010 سيتغلب على عام 2005 وهو أكثر الاعوام من حيث ارتفاع درجات الحرارة طوال العام.
ويتوقع العلماء انه مع حقيقة انتهاء فترة ظاهرة النينو هذا العام واحتمال حلول ظاهرة النينيا- وهى تحدث تأثيرا عكسيا يؤدى الى اعتدال متوسط فى درجات الحرارة عالميا فإنه من المحتمل الا ينتهي عام 2010 بتسجيله العام الاكثر حرارة على الاطلاق ,حيث ان الارتفاع القياسى فى درجات الحرارة فى العالم , لم يترجم الى نفس النتائج فى الولايات المتحدة حيث قال لوريمور بالنسبة للولايات المتحدة فإن الفترة من يناير حتى يونيو كان الارتفاع فى درجات الحرارة اكثر بدرجة طفيفة عن المتوسط.
ويأتى هذا فى الوقت الذى أطلقت فيه بريطانيا خريطة جديدة على جوجل إيرث للتأثيرات المحتملة لارتفاع درجة حرارة الأرض 4 درجات مئوية ,الخريطة أعدها مركز هادلي لعلم المناخ -ويشكل مركز الأرصاد البريطانى =هادلى = مركزا لعمل الآلاف من الباحثين في كل أنحاء العالم, وهو رائد في هذا الحقل.
وتأتى هذه الخريطة بهدف تزويد حكومات حول العالم بمعلومات عن ظاهرة الاحترار المناخى, وذكر وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانى "هنري بلينجهام" أن حكومته عازمة على تعريف الناس بمخاطر التغير المناخى, وأكد علي تعهد حكومتة بأن تكون الحكومة الأكثر مراعاة للبيئة.
كما اكد وزير الطاقة والتغير المناخى البريطانى أن هذه الخريطة تزيد من عزم بريطانيا على مكافحة التغير المناخى الخطير الذى يتسبب فيه الإنسان.
ويتزامن هذا مع اعلان 21 مدينة إيطالية امس رفع حالة التأهب ضد موجة الحر الشديد التى تجتاح جميع أنحاء البلاد الى الدرجة القصوى, وذلك بعد تسجيل عدد من الوفيات , وتوقع الخبراء ان تصل درجات الحرارة الى 40 درجة مئوية ,وفي روما سجل مترو العاصمة العشرات من حالات الإغماء بسبب سخونة الجو وتزاحم الركاب مما رفع درجات الحرارة الى الخمسين, كما رفعت موجة الحر من استهلاك الكهرباء بسبب تزايد استخدام أجهزة التكييف مما أدى الى انقطاع التيار الكهربائى فى مناطق مختلفة من البلاد. هذا بجانب عدة حرائق وقعت بمناطق متفرقة من اليونان بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويتوقع العلماء حدوث الاسوأ وان تغمر المياه معظم المناطق خلال القرن الحالى وان يصل عدد اللاجئين على مستوى العالم الى 150 لاجىء نتيجة التغير المناخى.
واكتشف العلماء حدوث تراجع فى نسبة الجليد فوق جبل كلمنجارو منذ بداية القرن الـ 20 حيث فقد الجليد الذى يغطى أعلى قمة فى أفريقيا 80 % من حجمه , وهو يشكل اليوم أحد أقوى الادلة على مدى تأثير الاحتباس الحرارى.
وتوقع خبراء مركز هادلى ان ترتفع درجة حرارة الأرض خلال المائة سنة القادمة , وستتراوح بين 4و1 و 8و5 درجات والمستوى العام للترسبات سيتقلص وسيرتفع مستوى المياه, وسيكون هناك تغيرات فى التأثيرات المناخية بسرعة كبيرة ,حيث ستكثر الفيضانات.
وقد أعلنت جمعية الحفاظ على الحياة البرية- فى تقرير لها صدر فى ديسمبر الماضى- أن 12 مرضا مميتا تتراوح من أنفلونزا الطيور إلى الحمى الصفراء من المرجح أن تنتشر بشكل أكبر بسبب التغيرات المناخية.
ودعت الجمعية إلى مراقبة أفضل لصحة الحيوانات البرية للمساعدة في إعطاء إنذار مبكر بشأن كيفية انتشار العوامل المسببة للمرض مع دفء الأرض , وحددت "الدستة المميتة" من الأمراض بأنها انفلونزا الطيور, والبابيزيا التي تنقلها القرادة والكوليرا والايبولا, والطفيليات, والطاعون وتكاثر الطحالب, وحمى الوادى المتصدع وداء النوم والدرن والحمى الصفراء.
وتقول لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة-فى تقريرها الصادر فى اكتوبر 2008- أن انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى والناتجة بشكل أساسى عن الاستخدام البشرى للوقود الحفرى ترفع درجات الحرارة وتعطل أنماط سقوط الأمطار ولها آثار تتراوح بين موجات الحرارة إلى ذوبان الأنهار الجليدية.
ومن جهة اخرى اكدت دراسة ألمانية صدرت عن معهد بوتسدام الالمانى للدراسات المناخية فى اكتوبر الماضى - أن التقلبات المناخية من شأنها تهديد حياة الكائنات البحرية الحية حيث تساعد على ارتفاع نسبة الحموضة فى البحار والمحيطات وما ينتج عنه من انخفاض الأوكسجين وتهديد النظام الطبيعى فى البحار.
ويؤكد خبراء البيئة أن الدول الصناعية لعبت دورا كبيرا فى تلويث الأرض وارتفاع درجات حرارتها وتفاقم حالة اللااستقرار أو ما بات يعرف بظاهرة الاحتباس الحرارى , حيث دأبت كل دولة من هذه الدول إلى تطوير اقتصاداتها والانخراط فى تنمية مستدامة تتجاهل تماما المعايير الخاصة بسلامة البيئة وتلك المتعلقة بصحة المكان والإنسان.
ومن بين التأثيرات السلبية الأخرى التى قد تترتب على تغير المناخ الانخفاض المحتمل لإنتاجية المحاصيل الزراعية , ففى بعض البلدان الأفريقية مثلا قد تنحدر إنتاجية المحاصيل بنسبة قد تصل إلى 50% بحلول عام 2020. كما سيؤدى تغير المناخ إلى زيادة ندرة المياه , وهو ما قد يؤثر بحلول عام 2020 على حوالى 250 مليون إنسان فى أفريقيا وحدها.
وقد بدأ الاهتمام العالمى بالبيئة , فى إطاره الحديث , بما تم إنجازه بإشراف الفريق الحكومى الدولى للتغير المناخى الذى تأسس فى إطار الأمم المتحدة عام 1988 وعهد إليه بمهمة تقويم المعلومات المتعلقة بالتغير المناخى من الزوايا العلمية والفنية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن تلك الإنجازات وضع الاتفاقية الإطارية للتغير المناخى التى اعتمدتها الأمم المتحدة فى مايو 1992 وعرضت لتوقيع ممثلى الدول أثناء مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية الذى انعقد فى ريو دى جانيرو بالبرازيل 4 يونيو 1992 ( قمة الأرض ) .
وقد أقر المؤتمر ما يعرف بأجندة القرن الواحد والعشرين التى تستهدف تحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم وتتكون من ثلاثة أنشطة محورية, تتسم بالتكامل والمساندة المتبادلة, بمعنى ان كلا منها يغذى الآخر ويتغذى منه.
وهذه الأنشطة هى التنمية الاقتصادية, والتنمية الاجتماعية, وحماية البيئة.
ولكن فى خلال تسعينيات القرن الماضى , انتبهت دول العالم الى أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ لا تعمل فى حد ذاتها على تغيير التطورات التي تسير بنا نحو المزيد من انبعاثات غازات الدفيئة.
ففى عام 1997, تم توسيع نطاق الاتفاقية لتشمل ما يطلق عليه "بروتوكول كيوتو", والذي حدد للمرة الأولى هدفا ملزما يتعلق بالحصة التى ينبغى على البلدان الصناعية أن تلتزم بها للحد من الانبعاثات لديها.
ويحدد البروتوكول أهدافا ملزمة لانبعاثات غازات الدفيئة لـ  37 دولة صناعية.
وهناك عدد من البلدان التي تولت التصديق على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ, ولكنها لم تصدق على برتوكول كيوتو , ولعل أبرز هذه الدول هي الولايات المتحدة الأمريكية.